تواصل زهران        لا إله إلا الله و حده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شي قدير          

جديد المقالات




جديد الصور

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

المقالات
المقالات
مقالات الأعضاء
العزلة.. الداء العضال
العزلة.. الداء العضال
18-02-1431 01:47 PM

العزلة ( الداء العضال )
عانت وما زالت تعاني الأجيال على مر العصور من إشكاليات اجتماعية مختلفة فرضتها عليها ظروف ذلك الجيل المختلفة وبيئاته المتباينة. ولعلي أتناول في هذه العجالة معضلة خطيرة أصبحت تشكل ظاهرة تنخر في عظام جيلنا الحالي وقضية تقلق الباحثين والمهتمين بالقضايا الاجتماعية وإن كانت هذه المشكلة (العزلة الاجتماعية ) لم تظهر على السطح بعد ولم يتم تشخيصها والإحساس بها كمشكلة من كثير من أولياء الأمور وذلك ليس لعدم وجودها ولكن لأن معطياتها لم تجد التفسير الصحيح والتبرير الجيد الذي يرجعها لأصل المشكلة ويردها لمسبباتها .
إن المشكلة باختصار أن كل فرد من أفراد العائلة المعاصرة يعيش في عزلة عن الآخر فالأب في عزلة والابن في عزلة وهكذا البنت والأم وإن كانوا يعيشون سويا تجمعهم أسوار منزل واحد فكل منهم في بحر يسبح وكل منهم في اتجاه يسير فترى الابن غارقا في محيط أصدقائه مستغرقا في حبهم ومبالغا في انتمائه لهم وفي الزاوية الأخرى من المنزل ترى تلك الفتاه مترامية في أحضان الإنترنت تارة ومنساقة وراء الاتصالات الهاتفية مع صديقاتها تارة أخرى وهؤلاء الصغار قد نحر وقتهم البلايستيشن فقضى على جل وقتهم وأصبح كل همهم هو الوصول إلي المراحل العليا من الألعاب وقبل هذا وذاك ترى الوالد مشغولا عنهم إما بأعماله أو أبحاثه أو سفرياته فلا يكاد يجد الفرصة للجلوس مع أبنائه إلا ما ندر واني أعرف شخصيا من صرح لي بأنه لا يجتمع هو وأبناؤه إلا على وجبة غداء أو عشاء غير شاعرا بالمشكلة أو مدركا لأبعادها وبناء على ذلك أصبحت روافد التغذية الفكرية لهم من خارج الأسرة فهذا يستمد أفكاره ومبادئه من أصدقائه وذاك تجد الإنترنت قد شكلت شخصيته وأطرت فكره وثالث تجد الألعاب وما سواها شغلت باله واستحوذت على قلبه وهكذا دواليك دواليك .
إن معطيات هذه المشكلة خطيرة جدا وإن لم يلق أرباب الأسر لها بالا ولم يعيروها كبير اهتمام حيث إنها بلا شك ستؤثر على كافة النواحي الفكرية والإعتقادية والخلقية لفلذات الأكباد . واني إذ أدق جرس الخطر من هذه الزاوية فإني في نفس الوقت أرسل رسالة إلى رب كل أسرة مفادها الانتباه كل الانتباه لهذه المشكلة وإعادة ترتيب أوراق الأسرة وخلق جو جيد من الألفة والتواصل الاجتماعي الأسري اليومي مع جميع أفراد الأسرة وتعهد أفكارهم باستمرار وتفعيل الجو الحواري حول مختلف القضايا الأسرية والاجتماعية والفكرية وذلك لخلق حصانة فكرية لديهم يعصمهم الله بها من التيارات الهدامة والأفكار المنحرفة التي قد تكون منتشرة في مجتمع أقران أبنائنا انطلاقا من مسئوليتنا عنهم كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) ومن مكانة أبنائنا لدينا حيث أنهم دون أدنى شك أو ريبة أغلى وأعز وأثمن ما نملك بل من أجل النعم كما قال الناظم:
نعم الإله على العباد كثيرة وأجلهن نجابة الأبناء

د عبدا لله بن سالم الزهراني
مشرف تربوي تعليم منطقة مكة المكرمة
عضو تواصل زهران

تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 1585



خدمات المحتوى


التعليقات
#4 Saudi Arabia [واحد من الناس]
1.00/5 (6 صوت)

19-02-1431 04:48 AM
لم تجاوزالحقيقة د عبدالله ما شاء الله كتبت فأبدعت وهذا موضوع من الأهمية بمكان نسأل الله أن يوفقنا لتربية أبناءنا والعناية بهم ومراجعة سلوكنا في هذا الجانب بما يكفل القيام بالواجب على الأقل.


د عبدا لله بن سالم الزهراني
 د عبدا لله بن سالم الزهراني

تقييم
9.01/10 (10 صوت)


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.