ما إن دوت زغاريد الفرح في داخل البيوت بمناسبة النجاح للأبناء والبنات حتى هطلت سحائب الأفكار يمنة ويسره إلى أين نذهب وقد اعتادت الأسرة أن نكبس على قلوبها في بالعمل في الصيف وقلت في نفسي لم لا استمطر أفكار الصغار والكبار والبنين والبنات ماذا تريدون ومع سبق الإصرار أجزم أنني سأغتال كثيرا من الأفكار ولكن لتكن سياحة هذه المرة داخل العقول وقررنا عقد اجتماع طارئ للبحث عن إجابة مقنعة للسؤال المحير السهل الممتنع إلى أين نذهب ؟
فاجتمعنا وكنت مع الزوجة أقول لها سرا دعيهم ليجيبوا ولنا أن نقرر بعد ذلك ، فسألت ابني الكبيرين اللذين أجابا أما نحن فقد اغتيل الفرح في قلبينا لم لا يا أبي ونحن كدحنا وتخرجنا في الجامعة في ثلاث سنوات ونصف ، وهذا أخي له خمس سنوات منذ تخرجه وأنا ثلاث سنوات نقبع بين الجدران لا عمل لنا إلا أننا نتابع ميزانية كل عام ، والمليارات هنا وهناك ، ثم نفاجأ عند قرع أبواب التوظيف بالسؤال المحير الذي أصبح غصة في حلوقنا هل لديك واسطة ؟ بالفم المليان يا أبي ماذا جنينا ؟ لماذا لا نجد وظيفة ؟ ! وعلى ذلك فإن أي تفكير في قضاء الإجازة وإلى أين هو من الفضول بمكان ، إذا الإجازة في الأصل لمن كان موظفا أما نحن في خانة العاطلين ، لا هناء ولا طعم أصلا لفاكهة الصيف التي نسمع بها ! ، ودعك عن السؤال عن حالنا .
أما الصغار منهم فقد اقترحوا الذهاب إلى الجنوب بين الطائف وأبها لنقضي شيئاً من الوقت ، ولنتعرف على ربوع بلادي ففيها أماكن ربما نجد فيها شيئاً مما ننشده من منظر جميل وهواء لطيف وراحة ضمير و زخات مطر أخاذة وأمن على النفس ، فوافقتهم على ذلك وإن كنت أعرف أن الغلاء الفاحش في إجراءات بعض الشقق والأماكن الترفيهية سينغص النفس أحياناً .
على أني ما كنت تاركا كل شخص على هواه لذا أجبت لتطلعات الصغار ثم ذكرتهم بما ينبغي ألا ننساه من برامج الصيف في المسجد المجاور في مدينة الطائف وأنه لابد من الالتزام بها فبارك الجميع ذلك ، وإن قال لي بعضهم : أنسيت أنك ستذرع الأمكنة في تتبع المناسبات إرضاء للأصدقاء والأقرباء ؟ فرجاؤنا الحار يا أبي ألا تعكر علينا صفو خططنا وما نأمله في هذا الصيف ، وعسى الفرحة تتم بإيجاد عمل للأخوين الكبار عندها ستعلو الزغاريد بقوة وننعم جميعا بأحلى الأيام عسى أن يكون ذلك قريبا والله غالب على أمره .