الرقص على الأكفان د . عبد الله غريب ـ دخلت كارثة سيول جدة الماضية موسوعة جينيس القويزية نسبة لقويزه موقع الحدث شرق طريق الحرمين بجدة ودخلت الذكرى الخامسة إلا ثلث بالتوقيت الشهري لعمر الكارثة بمعنى أنه مضى على المنظر السيء السمعة البغيض المشاهدة خمسة أشهر إلا عشرين يوما وثمان وأربعين ساعة وكما يقولون لا يحس بألم الضرب إلا من اصطلى بوجعه وليس الذي يتولى العّد ! أعود للذكرى الأليمة وأتذكر تلك الوعود البراقة والتصريحات الفضفاضة التي أطلقها المسؤلون للملمة جراح أسر المتوفين والمنكوبين والمتضررين حينها وهم بالطبع من المواطنين ذوي الدخل المحدود أو المتقاعدين إذ لا مكان هناك للمسؤلين إلا عندما قطعت أوصال هذه الأحياء إربا إربا وبيعها على الإقطاعيين ومن ثم البيع على المواطنين الكادحين الذين خذلتهم مدخراتهم وأرصدتهم حينها من خوض غمار الشراء في المخططات النموذجية فهي خاصة بالممنوحين ثم السماسرة الذين رقصوا على أكفان الموتى حينها ثم بعد الفاجعة ويا كثرهم بدون عدد ولا تخصيص !! لقد عاش الكثير من الطحاطيح في هذه الأحياء فصول البهدلة والمرمطة والتسول الللا إرادي أمام الشقق المفروشة والفرش المشقوقة حتى أوذوا في سبيل الحصول على سكن ينتقلون إليه في الغدو والرواح وينقلون إليه رائحة الطين الذي جلبته السيول من أعالي جبال وأودية المترفين بالأراضي المحتكرة ومع كل ذلك كانت القناعة بالقضاء والقدر تملآ قلوب المتعبين المغلوب على أمرهم المنهكة قواهم المنتهكة أبسط حقوقهم من قبل الجهات الخدمية التي اشتغلت برص الصفوف والتعاضد والتكاتف للظهور أمام المعنيين بمتابعة منجزاتهم بكل ثقة واعتزاز حتى تحول شرق السريع إلى أشبه بمعارض بيع المعدات الثقيلة وسيارات النقل الثقيل وسرعان ما تتبخر أرتال المعدات مدفوعة الثمن بعد زيارة المسؤول وكأن شيئا لم يكن أشبه بطاولة شطرنج اختفت منها كل القطع وأسدل الستار على الدمار والخراب الذي منيت به الميادين والشوارع والمنازل والمحلات التجارية وبعد مرور أشهر صرح المسؤلون في الأمانة بأنه سيتم سفلتة مئات الآلاف من الأمتار المكعبة وإعادة الوجه المجدر أصلا لهذه الأحياء وبعد فترة جاء دور التعويضات فكانت أشبه باستمطار السحب بين شاك وباك وضاحك وحزين ومشدوه مع وقف المراجعة وعدم التذمر أو التفكير في إعادة تقييم الأضرار لأن اللجنة موثوق بها وفيها وعملهم كما يعتقد البعض ملائكي وبالتالي فهم معصومون من الخطأ والنسيان حتى ولو أن جولتهم جاءت متأخرة بعد أن قام الملاك بترتيب عقاراتهم وتنظيفها وإعادة تأهيلها فالعبرة بالنظرة الشرعية لأعضاء اللجنة التي تسبق الصرف !! ثم جاء الدور على السيارات فكان السؤال عنها أشبه بالسؤال عن مريض بالتلفون مقرونه بالمعذرة وعبارة ( اعتبرنا كأننا شفناها هكذا العبارة وشفناها من عملية الشوف يعني الرؤية ولا أدري عن أصلها لعدم البحث ولكن يقول الشاعر محمد بن دغيثر يرحمه الله في إحدى قصائده ( والنظر ما يشوف الدرب لو جا لقلبي مشغله ) ) وعبارات كم تسوى ؟ وفين وديتها ؟ وليش تصلحها مادام موديلها قديم ؟ وليتك اشتريت غيرها ؟ الخ من عبارات الراحة والكشف عن بعد وعدادي ضرب العصي على ظهور الموجوعين !! واليوم ونحن نعيش الذكرى تطاعنا إحدى الصحف بتصريح ناري من العيار الثقيل مفاده : إيقاف الخدمات بشكل كامل أو جزئي عن عدد من المخططات تضم أكثر من عشرين ألف قطعة تتربع عليها مبان شاهقة كلفت أصحابها الملايين والآن ومن على طاولة الراحة وبجرة قلم تدخل هذه الأحياء التي تعج بآلاف المواطنين قائمة الممنوعات وبالتالي فالضرر هنا لا يقف عند حد معين بل تصل لأقصى الضرر بالنسبة لتأجير العقارات وبيع الأراضي إلى جانب قطع الأمل في نمو هذه الأحياء ليس لذنب ارتكبوه أو لمخالفة أو لخروج عن المألوف عقاريا ولكن تدرون ما هو السبب ؟؟ إنهم تلقفوا بصدورهم تسونامي شرق السريع تحملت عقولهم الصدمة بل الصعقة الأولى فلا يضير أن يتحملوا صاعقة هذا الخبر المشؤوم الذي اعتبره المواطنون مكافأة السكوت على مآسي التعامل مع الكارثة وما نتج عنها من إهمال لأبسط حقوق المواطنين التي كفلها لهم النظام كما وجه بها صاحب القلب الرحيم ملك الإنسانية في بداية الأزمة ولكن يظل الأمن من العقاب طريقا ممهدا للإساءة للغير . أعتقد أن عدم استيعاب الكارثة حتى تأريخه وعدم القدرة على مواجهة النتائج دليلا على الهروب من الواقع وإبقاء الحال على ما هو عليه لنعيش ذكرى حولية بدلا من الشهرية ومن يدري لا يصدر قرار الأمانة مستقبلا بالخروج من هذه الأحياء وتحويلها إلى منطقة منزوعة الآدميين كما الحليب ..... منزوع الدسم !!!! تحول التعامل مع الكارثة ونتائجها أشبه بالتعامل مع الميت ففي اليوم الأول نياحة وبكاء وعويل وكيف نعيش بعدك ؟ واليوم التالي ابتسامات صفراء واليوم التالي ضحك بقهقهة وبداية للنسيان وبعد أسبوع الحي لا يقوى الميت وكلنا لها والحّي حيّ يرزق وبعد شهر تتردد عبارة لو ما يموت الناس لم تسعهم الأرض ونحن نقول من كان له مصلحة في تصريح كهذا فعليه توجيه المواطنين للمخططات التي قفزت عنها انفلونزا السيول وحبذا لو كان ممن يملك فيها عيادة عقارية لاستقبال الباحثين عن أراض لا تمر بها السيول . د . عبد الله غريب عضو النادي الأدبي بالباحة .www.zahrant.com/articles-action-show-id-62.htm . . ملاحظة:المقالات والتعليقات تعبر عن آرادء كتابها وليست بالضرورة رأي تواصل.

• أدوات :
• [إرسال لصديق]
• [طباعة]
• [حفظ بإسم]
• [حفظ PDF]

صدقت والله واعتقد أن من صرح به يخدم آخرين يسوق لهم مخططاتهم على حساب
هذه المخططات .تدري يا أيها الغريب ولست بغريب أعتقد أن جده سينزعون ملكيتها بالكامل لأن ما بني على غلط فهو غلط ضم هذا القرار لقرار الأحياء القديمة التي سيحولونها إلى أبراج زي واشنطن ولكن على ورق العملية طويلة والله العالم يقولون أن هذا القرار هو نتيجة للتحقيقات فالضحية اتضحت كما ذكرت في مقالك ( المواطن ) ولكنه الضعيف وليس الهواميرررررررررررررررررررررر

كلام يجمد على الشارب نريد نقدك اللاذع على الخدمات في الباحة ومحافظاتها
أنا من متابعيك في الشرق الاوسط ومقالاتك في صحيفة الباحة اليوم خير شاهد لمن يريد الرجوع لها أعطنا قليلا هنامن فضائح المشروعات في الباحة ومحافظاتها تكفى ملينا سماع المليارات بدون واقع على الأرض زدنا الله يزيدك أكثر في حرية وجرأة قلمك ومرحبا بك في تواصل زهران وشكرا لمن قدم لك الدعوة فجحا أولى بلحم ثوره !!

الله الله كلام رائع كاتب معروف وغني عن التعريف الدكتور عبدالله غريب الله يعطيك

العافية وكلنا يعلم الله من المحبين لك كن مع تواصل ودعنا نتمتع بقلمك المعروف منذ

أكثر من 25 سنة ............

وحسافة على الجهات الرسمية الكبيرة حينما تتجاهل رجال لهم شأن بالمنطقة حيث

أن أبا ماجد يستحق التكريم لفائدة مايكتبه فكم كتب عن خط الجنوب وكم كتب عن

الخدمات وكم كتب عن السلوكيات ........... ولكن بإذن الله تكسب التكريم من الله

تعالى . بالفعل استحقيت بأن تكون عميد الصحفيين بالباحة بل على المستوى

العربي ..........

مقالك هذا يفرحنا كثيراً بأن حبر قلمك لازال ولم يجف تسلم اناملك .....